منتديات النور والوفاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الايمان الذي نفتقده في عصرنا .........

اذهب الى الأسفل

الايمان الذي نفتقده في عصرنا ......... Empty الايمان الذي نفتقده في عصرنا .........

مُساهمة  noria الجمعة نوفمبر 02, 2007 5:36 am

الايمان هو طوق النجاة الحقيقي الذي يمنع الانسان من الغرق . . وهو درعه الواقي الذي يحميه من الضياع والشتات ويجعله قادرا على تحدي الصعاب . . كل الصعاب . . ومكافحة الحياة والوقوف بصلابة امام مفاجآت القدر , وما يصيب الانسان من مكاره واخطار , وما يتعرض له من كوارث وأزمات .
فالأيمان بالله هو الصخرة الوحيدة التي تتحطم عليها كل هذه المحن , بما يحققه للنفس الانسانية من ثبات ورضى وما يبعثه من عزم وصبر , وما يمنحه من حكمة في النظر للامور .
فالمؤمن لا يرى الاشياء في حلقاتها المنفصلة او جزيئاتها المتقطعة او نتائجها المؤقتة , او مؤثراتها المفاجئة بل في جملتها وفي تعاقبها وفي الحقيقة الكلية الكامنة وراء الجزيئات , فقد يستطيع الانسان بالايمان ان يجد نهارا فيما يراه الناس ليلا . وان يحس بالسعادة فيما تراه النظرة القاصرة والذاكرة الضعيفة تعاسة ونحسا , ذلك ان تعاقب السعادة والنحس على الحدث الواحد مسألة ممكنة دائما , والمؤمن من لا يخدع بالظاهرة .
والمتأمل في حياتنا المعاصرة يجدنا نفتقد الكثير من ايماننا فما اكثر ما يعترينا من الفزع والجزع , وما اكثر ما تتقاذفنا عواصف القلق والاضطراب والاحساس بالغربة والحيرة والتمرد الذي قد يصل احيانا الى فقدان بعض الناس للايمان بالوجود والشعور بانعدام المعنى في الحياة , على نحو ما لاحظنا على بعض مفكري هذا العصر وعلى ما انتهت اليه فلسفاتهم واتجاهاتهم الفكرية وخصوصا الوجوديين والعبثيين الذين ينتهي تفكيرهم الى ان الحقيقة في هذا العالم ليس الا فوضى وهي حالة يتجلى فيها العالم فجأة لصاحبه على حقيقة جزئية فلا يرى فيه نظاما ولا معنى , ولا يجد فيه مسوغا لبقائه , واذا كان مستحيلا على المرء ان يكون متحركا او عاملا او حرا او نافعا او حتى متقبلا للحياة في عالم غير حقيقي .
واذا كان من المحال على المرء ان يقفز وهو ساقط , فكذلك من المحال على انسان ان يكون حرا في عالم غير حقيقي , او قل في عالم مهزوز عديم القيم , اشبه ما يكون بعالم الاحلام والاوهام منه بعالم الحقيقة , ان الحياة لا ترتكز اخر الامر الا على ما هو حقيقي , انها تفترض حرية الارادة , والارادة لا تكون الا بدافع , والدوافع لا تنهض الا على الايمان . . والايمان لا ياتي الا بوجود حقيقة ما ( حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ).
واذا انتهى الانسان بتفكيره الى موقف كهذا فلا بد ان يصاب بحالة من انعدام الوزن تتلاشى فيه الروابط التي تربط بين اجزاء ذاته التي تتبعثر وتتفرق وعبثا يحاول شأنها ان يستقيم.
امثال هؤلاء يقولون عن انفسهم انهم المرضى الوحيدون الذين يدركون انهم مرضى في حضارة لا تعي بمرضاها .
والاولى لهؤلاء ان يجابهوا الحقيقة الحل الوحيد للتخلص من هذا المرض او الوصول الى النظام الذي يعوزهم ويعوز العالم والحل في نظرنا هو الوصول الى قدر من الايمان , فهو السبيل الوحيد الذي يمكن هؤلاء من انقاذ انفسهم من الهلاك.
والذي يؤكد لنا هذا ان نسأل انفسنا هذا السؤال : لماذا يسيطر على الانسان الاحساس بالقلق والشعور بعدم الامان , ومن ثم انعدام المعنى ؟ ومن السهل ان نجد مئات الاسباب التي تجعل الانسان يشعر بعدم الامان حتى ولو توافرت له جميع اسباب النعيم والسعادة , نعم من الممكن ان يبقى الشعور بالقلق مع توافر هذه الاشياء جميعها والسبب ان القلق يعانيه كل انسان تقريبا في كل من الاشكال بل لعل مقدارا معينا من القلق لازم لبقاء الانسان.
ولكن الاسراف في القلق , والمبالغة في الشعور بمحن الحياة هي التي تدفع بالانسان الى هاوية اليأس عندئذ يصبح القلق معولا من معاول الهدم في حياتنا. والانسان لا يقلق الا اذا خاف.
ولكن متى يخاف الانسان ؟ ان الافراط في الخوف منشأه اساسا المبالغة في الشعور بالذات وفرط الاحساس بها فأذا ادرك الانسان ان امر هذه الذات خاضع لأرادة ذات عليا مدبرة ومنظمة لهذا الكون الذي نحياه, واذا ادرك الانسان ان هذه الذات العليا هي الحامية والحافظة وهي ذات لا تقلق ولا تخاف لاطمأنت نفسه.
فبشيء من الادراك السليم لحقائق النفس والحياة , وبنور من الايمان النابع عن عقيدة , وببصيرة لا تخدعها الظواهر يتحول الخوف الى اطمئنان والقلق الى ثبات , وعندئذ يكتسب الانسان حصانة من الله سبحانه وتعالى حصانة تجعله يتقبل كل احداث الزمن ومفاجآته بقلب مطمئن ونفس راضية.
لهذا جعل الله الايمان فوق العبادات , ولهذا جعله سبحانه مانعا للخوف حافظا للانسان منه : ( ان الذين امنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ). (المائدة / 96 ).

وردة من بريدى لاتدع اريجها يفوتك ......

خالص تحياتى ........

noria
مشرفة علم النفس+طب الاعشاب+الطب النبوي
  مشرفة علم النفس+طب الاعشاب+الطب النبوي

عدد الرسائل : 100
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى